السرديات الخفية- تحديات الهوية والوحدة الوطنية في السعودية
المؤلف: هيلة المشوح08.27.2025

منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، التي بثّت أسس الازدهار والأمان لمواطنيها الكرام، واجهت الدولة تحديات جسيمة من جهات متعددة الأطراف. هذه التحديات، تباينت بين أبعاد عالمية واقتصادية وأمنية، وبرزت بصورة جلية في موجات الإرهاب التي عصفت بالبلاد وما رافقها من معتقدات متطرفة وتحريض بغيض وأفعال تخريبية استهدفت أمن الوطن واستقراره والنيل من المجتمع في حقبة زمنية سابقة، ومع ذلك؛ فإن ما نراه اليوم يمثل منعطفًا حاسمًا؛ فقد ظهرت أخطار من نمط آخر تستهدف تماسكنا الاجتماعي المتين وتزعزع وحدتنا الوطنية من خلال إثارة النعرات القبلية والعرقية والتحريض المستتر ومحاولات فصل مكونات الوطن الغالي عن تاريخه العريق وهويته الأصيلة وثقافته الثرية، وقد انكشف هذا المخطط الدنيء اليوم بفضل الفطنة الدائمة والجهود الحثيثة لقيادة هذا الوطن المعطاء ورجاله الأوفياء، إضافة إلى الوعي المجتمعي المتزايد الذي أسهم بشكل كبير في كشف العديد من التهديدات والتحديات المحيطة بنا، والتي تسعى جاهدة إلى تقويض أمننا القومي المتين ووحدتنا الراسخة.
في تصريح سابق للمتحدث الإعلامي لرئاسة أمن الدولة سعادة العقيد تركي الحربي، ذكر ما يلي نصه:
«إننا نجابه رواية فكرية مرعبة للغاية، تعترض طريقنا، وتحيط وتناقض جوانب مشرقة في جوانبنا المضيئة، وفي ثقافتنا الجامعة، وفي هويتنا الوطنية، إنها أفكار ترسخ الأنانية المفرطة، والانفصال التام عن الأصل الأم بشتى مستوياته. لماذا يحدث هذا؟ لكي يتم وضع البديل الزائف أمامك وتترك ما لديك من كنوز" وأضاف العقيد الحربي مصطلحًا بالغ الأهمية وهو "السردية" وليس مجرد أجندة عابرة أو خطابًا تقليديًا، بل "السردية" التي تقوم في صميمها على الربط المحكم بين الأحداث أو الأفكار بصورة متسلسلة ومنطقية للمتلقي لينساق وراءها دون وعي. هذا الترابط ليس بالضرورة ترابطًا زمانيًا بحتًا (كتسلسل الأحداث التاريخية)، بل يمكن أن يكون ترابطًا سببيًا، أو ترابطًا موضوعيًا، أو حتى ترابطًا نفسيًا عميقًا بهدف إيصال معنى معين أو رسالة خفية أو بناء فهم مشوه للواقع الحقيقي، والسردية المقصودة في هذا السياق والتي شدد عليها المتحدث الإعلامي هي سردية خبيثة وماكرة تسعى لتقديم البديل الهزيل من خلال تحقير الأصل العريق والتخلي عنه طواعيةً، ويستكمل حديثه قائلًا: "إنهم يحاولون جاهدين أن ينتقصوا ويحقروا من شأن ما نملك من خيرات وثروات، ومن مكانة الوطن وقدره لسبب بسيط وغريزي جدًا في صميم الطبيعة البشرية"، ثم يضيف قائلًا: "إذا قللنا من شأن ما نملك واحتقرناه، فإننا سنتنازل عنه بكل سهولة ويسر. الفكرة في منتهى البساطة، احتقر ما تراه أمامك، وسوف تستطيع التخلي عنه بلا أدنى مقاومة"، وهنا يتحقق الهدف الخفي والرامي خلف هذه السردية "طويلة الأمد والبعيدة المدى"، ولدينا نماذج حية وأمثلة واقعية لأشخاص انساحوا وانجرفوا وراء هذه السرديات المخيفة -وإن كانوا قلة والحمد لله- ولكنهم خسروا كل شيء ثمين في المقابل وحصلوا على حياة متدنية ومهينة، حينما استهانوا وازدروابنعمة الأمن والأمان التي كانت بين أيديهم في كنف وطن عظيم شامخ، ثم اكتشفوا فجأة واقعًا مزريًا ومعيشة قاسية بائسة، وعاد منهم من عاد نادمًا تائبًا إلى رشده، ومقدرًا قيمة ما كان يملكه من عز وكرامة، وبقي منهم من بقي في متاهات التشتت وضياع الهوية والانتماء والأهل والوطن!
حقيقةً يا سادة.. الأمر جلل ومفزع حينما نتخيله، فكيف الحال بمن يكتوي ويلتهب بناره وقد انزلق وانغمس وغرق في ظلمات هذه السرديات المضللة التي تستهدف عزل شباب المجتمع الواعد عن قيمه الثقافية الأصيلة، وسلخ هويته الوطنية الجامعة بلغات معسولة وكلمات جذابة وأفكار مسمومة وأساليب ملتوية وأجندات خبيثة بنيت على أساس باطل وزيف وتتسلل بدهاء ومكر إلى آذان صاغية وعقول عليها أقفالها!
لا يوجد بديل للوطن مهما غلا الثمن وبذلت التضحيات، فالوطن هو الأم الحنون وهو السقف الواقي وهوية راسخة وهو العز والكرامة والرفعة.
في تصريح سابق للمتحدث الإعلامي لرئاسة أمن الدولة سعادة العقيد تركي الحربي، ذكر ما يلي نصه:
«إننا نجابه رواية فكرية مرعبة للغاية، تعترض طريقنا، وتحيط وتناقض جوانب مشرقة في جوانبنا المضيئة، وفي ثقافتنا الجامعة، وفي هويتنا الوطنية، إنها أفكار ترسخ الأنانية المفرطة، والانفصال التام عن الأصل الأم بشتى مستوياته. لماذا يحدث هذا؟ لكي يتم وضع البديل الزائف أمامك وتترك ما لديك من كنوز" وأضاف العقيد الحربي مصطلحًا بالغ الأهمية وهو "السردية" وليس مجرد أجندة عابرة أو خطابًا تقليديًا، بل "السردية" التي تقوم في صميمها على الربط المحكم بين الأحداث أو الأفكار بصورة متسلسلة ومنطقية للمتلقي لينساق وراءها دون وعي. هذا الترابط ليس بالضرورة ترابطًا زمانيًا بحتًا (كتسلسل الأحداث التاريخية)، بل يمكن أن يكون ترابطًا سببيًا، أو ترابطًا موضوعيًا، أو حتى ترابطًا نفسيًا عميقًا بهدف إيصال معنى معين أو رسالة خفية أو بناء فهم مشوه للواقع الحقيقي، والسردية المقصودة في هذا السياق والتي شدد عليها المتحدث الإعلامي هي سردية خبيثة وماكرة تسعى لتقديم البديل الهزيل من خلال تحقير الأصل العريق والتخلي عنه طواعيةً، ويستكمل حديثه قائلًا: "إنهم يحاولون جاهدين أن ينتقصوا ويحقروا من شأن ما نملك من خيرات وثروات، ومن مكانة الوطن وقدره لسبب بسيط وغريزي جدًا في صميم الطبيعة البشرية"، ثم يضيف قائلًا: "إذا قللنا من شأن ما نملك واحتقرناه، فإننا سنتنازل عنه بكل سهولة ويسر. الفكرة في منتهى البساطة، احتقر ما تراه أمامك، وسوف تستطيع التخلي عنه بلا أدنى مقاومة"، وهنا يتحقق الهدف الخفي والرامي خلف هذه السردية "طويلة الأمد والبعيدة المدى"، ولدينا نماذج حية وأمثلة واقعية لأشخاص انساحوا وانجرفوا وراء هذه السرديات المخيفة -وإن كانوا قلة والحمد لله- ولكنهم خسروا كل شيء ثمين في المقابل وحصلوا على حياة متدنية ومهينة، حينما استهانوا وازدروابنعمة الأمن والأمان التي كانت بين أيديهم في كنف وطن عظيم شامخ، ثم اكتشفوا فجأة واقعًا مزريًا ومعيشة قاسية بائسة، وعاد منهم من عاد نادمًا تائبًا إلى رشده، ومقدرًا قيمة ما كان يملكه من عز وكرامة، وبقي منهم من بقي في متاهات التشتت وضياع الهوية والانتماء والأهل والوطن!
حقيقةً يا سادة.. الأمر جلل ومفزع حينما نتخيله، فكيف الحال بمن يكتوي ويلتهب بناره وقد انزلق وانغمس وغرق في ظلمات هذه السرديات المضللة التي تستهدف عزل شباب المجتمع الواعد عن قيمه الثقافية الأصيلة، وسلخ هويته الوطنية الجامعة بلغات معسولة وكلمات جذابة وأفكار مسمومة وأساليب ملتوية وأجندات خبيثة بنيت على أساس باطل وزيف وتتسلل بدهاء ومكر إلى آذان صاغية وعقول عليها أقفالها!
لا يوجد بديل للوطن مهما غلا الثمن وبذلت التضحيات، فالوطن هو الأم الحنون وهو السقف الواقي وهوية راسخة وهو العز والكرامة والرفعة.